الأربعاء، 27 فبراير 2008

فاعل خير

هو الموضوع عبارة عن موقف حصل لي من كام و كنت عايز اشوف رأيكم أية فيه، هو طويل شوية بس هحاول أختصر على قد ما أقدر.
الموضوع باختصار عبارة عن عمل الخير، انا كنت رايح الشغل وعند شارع شبرا الرئيسى لقيت ست كبيرة بتعدي الشارع وكانت بتمشى بالعافية، لدرجة إن هي لما حبت تطلع على الرصيف اللى في نص الشارع طلعت على أيديها ورجليها، طبعا أنا شفت المنظر دة رحت على طول من غير ما أتردت رحت معدي الشارع علشان أعديها، وفعلا عديتها وطبعا مارديتش أسيبها كدة من غير ما أعرف هي رايحة فين على الأقل، وفعلا سألتها، هي قالت إن هى بتشوف سواق تاكس ابن حلال كدة يوصلها لغاية شارع الورشة، يعنى حاجة كدة بتاع محطتين.
قلت بسيطة، رحت مشاور لأول تاكسى وقولتله على الموضوع، بس مرضيش وخد بعضه ومشى، بينى وبينكو أنا اتاخدت شوية، يعنى كنت فاكر إن الناس هتقدر إني بعمل خير وممكن تتعاون شوية، بس قلت برضو نكمل الجميل وندفع اللي فيه النصيب للتاكس، ما الراجل برضو عايز يسترزق، وفعلا وقفت تاني تاكس وابتديت أكلمه، وبرضه كان ناوي يمشى، رحت مطلح اللى فيه النصيب علشان أوريله إن الموضوع مش ببلاش، وأثناء ما أنا بتكلم معاه لقيت الست راحت واخدة من أيدي الفلوس وكملت كلام مع السواق، بيني وبينكو برضو انا مستريحتش قوي لما لقيتها أخدت الفلوس من أيدي، المهم برضو الراجل التاني أخدت بعضه ومشى حتى بعد ما عرضت عليه فلوس.
لقيت نفسى في موقف مكنتش عامل حسابه خالص، حبيت أعمل خير على الصبح لقيت نفسى واقف مع ست كبيرة مش عارف أساعدها ومتأخر عن الشغل، وعامل حساب الناس الرايحة والجاية، وكمان الشيطان ابتدى يلعب في دماغي ويخلينى أشك إذا كانت تستحق ولا لأ، المهم وقف تالت تاكس وطلع ابن حلال وقام بالواجب والحمد لله.
بينى وبينكو انا مكنتش مبسوط خالص، ودة كان إحساس غريب قوي، المفروض الواحد عمل خير، وكان ممكن بكل بساطة أمشى زي الناس ماهى ماشية، استغربت قوي من موقف سواقين التاكس، واستغربت أكتر وأكتر من رد فعل الست لما اخدت مني الفلوس، يعنى دة ممكن يكون أسوأ سيناريو ممكن الواحد يتوقعو في موقف زي دة.
بس شوية كدة وابتديت أفكر في الموقف بالراحة، واسترجح الموضوع من أوله، وساعتها اكتشفت أد أية أنا حسبتها غلط، الحسبة غلط من أولها، المفروض لما الواحد بينوي إن هو يعمل خير، بيكون هدفه الأول إرضاء ربنا سبحانه وتعالى، هو دة الهدف الأساسى، وربنا عنده الكتير، وجزاء الخير إذا ربنا تقبله بيكون جزاء ما بيقدرش عليه بشر، يبقى الإنسان غلطان وستين غلطان كمان لو عمل خير واستنى ولو نظرة تقدير من أي شخص، مش مهم، أي نظرة من أي إنسان لا تعني بالنسبة لفاعل الخير أي شئ، فاعل الخير يبتغي وجه الله سبحانه وتعالى، والمفروض إنه مينتظرش أي شئ من أي شخص لآ إيجابي ولا سلبي، علشان ببساطة الناس مش طرف في المعادلة دي.
وبالنسبة للشعور بالضيق اللى انتابني بعد الموقف دة، الواحد بيضايق أكتر من كدة عشرين مرة في الشغل وعلشان يحصل مرتب آول الشهر بيخلص قبل نهايته، فما بالكو بعمل يكون جزاءه في الأخرة إن شاء الله، ومن ناحية تانية مفيش أسهل من عمل المعاصي، يكون الإنسان بعدها مبسوط والناس راضية عنه وكله تمام.
المشكلة إنى لما تطوعت للعمل دة عملته وانا بعتقد إن الست دي محتجالي، علشان كدة توقعت إن الناس ممكن تساعدني وتقف معايا في إنهاء الموضوع التقيل دة، ومكنتش أعرف ساعتها إن المفروض إني أكون أنا اللى في أشد الحاجة لعمل الخير دة، وحاجتي لمساعدتها أكتر بكتير من حاجتها لمساعدتي.
رغم كل شئ انا مش ندمان على الموقف دة، ولو الموقف دة اتكرر كل يوم هتصرف بنفس الطريقة، أنا فخور باللى عملته.