الاثنين، 14 يونيو 2010

قتـــــــل



ما الذي توحي به بالونة؟

.. طفل فرحان؟

.. يوم عيد؟

.. طقس احتفالي؟

.. لكن هذه البالونة بدت شيئا آخر..

بالونة كبيرة منفلتة بخيطها. بالونة مهجورة من يد طفل أُخذ على عجل، أُخذ برعب لا يفهمه. بالونة مكثت أياما طويلة هائمة على طريق تشيرنوبيل..

لم تنفجر بفعل شمس الصيف الحارة.. لم تطأها – لسبب غير مفهوم – أي من إطارات وجنازير المركبات التي مكثت تدب بغير حصر ذاهبة إلى مركز الكارثة أو عائدة منه.

لم يمسك بها سائق أو راكب لسبب أن النوفذ لم يكن مسموحا بفتحها في هذه البقعة المثقلة بالإشعاع.

بالونة غريبة صارت من معالم الطريق.. تتحرك بين المركبات، يحملها هواؤها قريبا من الأرض، ويطوَح بها بطيئا هواء الدنيا كأنها تترنح.

بالونة صارت مؤملة غاية الإيلام لكل من يراها، ومتأبية على الإنفجار كأنها تصر على اعتصار القلوب المحزونة..
روح هائمة بعذاب يعذب من يراها.. عذاب،

لعله كان المبرر لأن يجن أحدهم مرتين في آن واحد.. فقد فتح نافذة السيارة، وأطرق على البالونة النار !

محمد المخزنجي
لحظات غرق جزيرة الحوت