السبت، 29 مايو 2010

كابوريا وأهمية النقد الفني




لو حبيت أدور على فيلم فيه تباين واضح بين المظهر الخارجي للفيلم وعمق المعنى مش هلاقي أحسن من كابوريا، أفتكر إني شاهدته أول ما نزل السينما، خيري بشارة كان النجم الأول بالنسبة لي والأمل في نفس الوقت في مشاهدة سينما جميلة جديدة خصوصا بعد فيلم يوم مر ويوم حلو.

بداية الفيلم ماكنتش مشجعة إطلاقا، وبعد صبر طويل حتى انتهاءالفيلم خرجت أسب وألعن الأفلام التجارية والمادة التي عبثت بعقول الفنانين حتى يخرجو علينا بمثل هذه العمل التافه السطحي، والكلام دة كان على لساني طول الوقت وخصوصا لما حد يسألني على الفيلم، بالرغم من إنه حقق نجاح غير متوقع عند عرضه.

رغم رأيي السلبي في الفيلم لكن دة لم يمنعني من متابعة رأي الناس فيه والنقاد خصوصا، من الطبيعي إن الواحد يبحث عن الآراء المشتركة حتى لا يكون قد تصرع في إصدار أحكام في غير محلها، ويمكن كمان بحثا على دليل فني يؤيد وجهة نظري في الفيلم.

بالصدفة قريت نقد لفيلم كابوريا في الأهرام، النقد بصراحة مسبش حاجة إلا وتناولها، بدءا من اسم الفيلم مرورا بأحداثه حتى نهايته، النقد كان فني وموضعي للدرجة إللي خلتني أعيد نظر في الفيلم وأقرر إني أشوفه مرة أخرى، وبعدها أصبح من الأفلام التي أحرص على مشاهدتها عند عرضها.

النقد كان فيه الكفاية من الدقة والبساطة الكفيلة بلفتت نظر المشاهد العادي لمعاني جميلة وعميقة في الفيلم، زي ما شفنا الفيلم بيتكلم عن الفروق الفظيعة بين الطبقة الغنية والفقيرة وبيركز على الفراغ والسطحية إللي عايشة فيها طبقة من الأغنياء جدا، ويلعب الفقراء والكادحين دور وسيلة الترفية والتسلية المفضلة لديهم، في ظل سعي غريب من الفقراء للعب هذا الدور عن طيب خاطر.

تحليل الناقد لإسم الفيلم كان وثيق الصلة بأحداثه، فالمعروف عن الكابوريا إنها تطفو بالقرب من سطح الماء عند الصباح، ووقتها يكون الصيادون في إنتظارها تكون صيدا سهلا في يتسلى به الأغنياء ويأذأذوه في المساء، ولإصطياد الكابوريا في المساء يخرج الصيادون بالقوارب ويسلطوا كشاف نور قوي على سطح الماء، تظن الكابوريا إن النهارد طلع، وتتجمع على مصدر النور ويكون هو دة الطعم لإصطياد الكابوريا، ودة نفس المشهد إللى أصطاد به الإغنياء هدهد ورفاقه، عندما كانو الأغنياء على ظهر العوامة، وهدهد بقارب صغير يسعى بعفوية لمصدر النور القوي.

الفيلم كان فيه من الفنيات اللي من الصعب أن تلمس أو تتفاعل مع المشاهد العادي، ولا بد من أن يقوم النقاد بدورهم الأساسي في مساعدة الفيلم في توصيل رسالته وفي نفس الوقت مساعدة المشاهد في فهم الفنيات والمعاني الصعبة.

بالتأكيد رأي الناقد هنا ليس مطلق، الفيلم لم ينل رضا واستحسان كثير من الناس والنقاد ولكن دون شك وجود الناقد في المكان الصح ليه عامل كبير و قوي في ثراء الحركة الفنية السينمائية – حلو الكلام الجامد دة -:) ، وحتى التليفزيونية كمان، طالما التزمو بتوصيل المعاني الخفية والقيم الفنية العالية بموضوعية، دون التمجيد لأفلام فلان، أو إهمال عمل معين لصالح عمل آخر، والمهازل إللي بنشوفها من النقاد في عدم نقد ممثل بعينه لإنه نجم الساحة أو فوق مستوى النقد.

أفتكر إن كان في مشهد في الفيلم كل ما ييجي لازم أشوفه، أحمد زكي كان قاعد مع حسين الإمام في مطعم، حسين الإمام مسك في إيده عشرة جنية، وكان الحوار
- لو معاك العشرة جنية دي هتعمل بيها أية؟؟
- أشتري بيها حاجات أكون محتاجها.
- يعنى لما تشتري بيها حاجة مش هتبقى معاك بعد كدة.
- لأ طبعا،
- أنا بقة كل ما أصرف عشرة جنية، ترجع تاني، وممكن ترجع مائة، ألف ، مليون.... وهي دي مشكلتي، تصدق أول مرة أول الكلمة دي مووووشششششكللتييييييييي موشكلتي

مشهد مميز جدا، ويستحق وقفة، وبالتأكيد من الصعب التركيز في مشهد زي دة من غير ما يكون في ضوء مسلط على فكرة الفيلم والمعنى من وراه.

الجمعة، 21 مايو 2010

الفـــــــــــــــخ

من مدة ليست بالقصيرة وجدت نفسي محاطا بمجموعة من الكتابات والأعمال على الفايسبوك من شباب أقل ما يوصف به إنه ملحد، في البداية هالني عدد الملحدين وأفزعتني آراءهم، وكنت أتخيل في السابق إنهم قلة مندسة لا بيهشو ولا بينشوا، ولكن اتضح إن عددهم كبير بالفعل.

وبالطبع بعد قراءة مقالة وأخرى، أخدت قرار بحذف الأشخاص أصحاب هذه الأراء من الليستة وأريح دماغي، ولكن بعد تفكير قصير قررت أن أخوض التجربة وأتمهل قليلا، بالتأكيد سوف أستفيد وكمان على الأقل أعرف الناس دي بتفكر إزاي

و بعد قراءة موضوع وآخر، دماغي ابتدت تسخن والدم بيغلي في عروقي مما أقرأه، والمشكلة كمان إن بعض هذه المقالات تركز على ما يظنوه من تناقضات ونواقص في الإسلام على وجه الخصوص، ودائما ما يكون لديهم حديث أو آية تفسر دائما من زاوية واحدة ولا يريدون سماع غيرها، ومن الطبيعي أن تجد هناك من يتطوع للدفاع و أن يقول ما تيسر له من معلومات، تبين بعد حين لبعضهم مدى فقره للحجة القوية، و الإجابة السليمة.

وبطبيعة الحال بدأت في البحث في إخراج بعض الأحاديث وقراءة التفاسير في الأجزاء التي يدور حولها لغط كثير، ولا أخفي عليكم أن هناك الكثير من المواضيع التي تحتاج إلى إجابات قاطعة وآراء حازمة بخصوص بعض الأحاديث والمواضيع المهمة في الإسلام، بس دة طبعا موضوع تاني خالص أكيد هيكون ليه مكان من النقاش.

في وسط قراءاتي للتفاسير ومحاولة سد كل الأوجه التي تبدو قصور من وجهة نظرهم، توقفت للحظة لأتأمل وأتساءل: لماذا نظل دائما في حالة دفاع وتبرير؟ ولماذا نحن دائما في حالة بحث عن مخرج فيما يتعلق ببعض الأمور الشائكة؟ ولماذا نظل نعيد ونزيد في بعض الأجوبة والتي قد تبدو أحيانا غير مقنعة؟؟ والسؤال الأهم: هل نحن مطالبون بإثبات كمال الدين الذي ندين به؟؟ من الطبيعي إن نلجأ جميعا للدفاع عن الدين وتخليصه من الشبهات، ولكن من الواضح إننا ندافع عنه بطريقة خطأ، أو بطريقة عكسية إذا صح التعبير.

ونرجع للسؤال الأساسي، هل نحن مطالبون بإثبات كمال ما ندين به؟؟ من المنطقي أن تنطبق صفة الكمال على الأديان، الدين أنزل ليكون مخرج وملجأ للإنسانية، فهو يصلح لجميع البشر في جميع بقاع الأرض والمجتمعات والبلاد على مر العصور، فهو ليس حكر على منطقة معينة أو أصحاب لغة، أو شعب معين، فليس من المنطق إن يصلح دين لمجموعة معينة أو لفترة محددة أو منطقة بعينها ولا يصلح خارج هذه المنطقة، فهذا ليس بدين ولكنه في هذه الحالة يكون أشبه بمجموعة من العادات والتقاليد تفقد معناها وقوتها بمجرد خروجها من منطقتها. ولكن مفهوم الدين أعم وأشمل من ذلك بكثير.

نحن نلجأ للدين سعيا وراء الكمال فينا وليس الكمال فيه، الدين كامل بالفعل بدون شك، فهو من عند الله، ولكن ليس بالضرورة إدراكه، فما تراه أنت غير مناسب أو غير منطقي، قد يكون مناسب جدا لمجتمع إفريقي بدائي، أو مدينة في شرق آسيا، أو في زمن ماض أو آت و هكذا،،،

ومن خلال نظرة سريعة على شعوب العالم وما يدينون به سوف تضح لنا كثير من الحقائق بخصوص الأديان، قد تكون البوذية هي أكثر الأديان عبادة على مستوى العالم، ولكنها محصورة في منطقة الصين وشرق آسيا، ومن النادر جدا أن تجد لها اتباع حول العالم، برغم وجودها من آلاف السنين إلا أنها لم تستطع أن تتواجد خارج شرق آسيا، بل تكاد تكون محصورة العبادة في الصين وحدها وبدونها، ليس هناك بوذية.

أعتقد أن النظر للدين من حيث قوة انتشاره وصموده وملاءمته لجميع العصور والمجتمعات فيه الدليل الكافي على قوته وكماله وقدرته على احتواء الثقافات والمجتمعات المختلفة، وذلك دون الدخول في مناقشات وجدالات مع أشخاص امتلكهم العند فمنعهم من رؤية الحقائق رغم وضوحها وضوح الشمس.

دة جزء من النتيجة التي خلصت إليها ومن بعدها أخذت قرارا أن لا أقع في هذا الفخ مرة أخرى، لن انساق إلى تبرير حديث، أو البحث عن تفسير آية في محاولة يائسة لفهم من لا يريد ولا يستطيع أن يفهم، وحسبي ما أنا مطالب به من خلال ديني حتى أصل إلى الكمال المنشود.


الأحد، 16 مايو 2010

صورة وألف معنى



بالتأكيد صورة ناطقة بالمنظر دة مش هتحتاج أي تعليق، التعليق في حالة زي دي ممكن يقلل من قيمتها، الصورة الجميلة دي كانت منشورة في خبر عن التطعيم في موقع اليوم السابع، رغم إن الخبر عادي ومكرر، لكن الصورة غير عادية على الإطلاق، نظرة تأمل صغيرة للصورة تخلي الواحد يطلع منها بمعاني كتير قوي.

ردة فعل الطفل الصغير دة لعملية التطعيم نفسها طبيعية لأقصى درجة، دة حتى ممكن الواحد يحس بالكلام هو طالع منه، هو طبعا مش فاهم أية إللي بيحصل، هو من ساعة ما اتولد والدنيا كلها عمالة تلاعبه وتضحك في وشه والمواضيع كلها دمها خفيف وآخر فرفشة وهزار في هزار، فجأة شاف واحد مايعرفوش، ولا شاف وشه قبل كدة وبيشكه في دراعه.

طبعا نظرة الطفل هي خير معبر وأبلغ من أي كلام ممكن يتقال عن ردة الفعل،

أية يا عم أنت هو أنا كنت عملت لك حاجة علشان توجعني كدة؟
أنت مين يا عم أنت؟؟

وبالطبع كل اللي الناس حواليه بيضحكو على سذاجة وبراء الطفل إللي المفروض أصلا مفيش حد بيأذيه ولا حاجة، والشكة دي لمصلحته.

الكلام كتير والمعاني أكتر، بس أنا مش هتكلم كتير، الأحسن إن كل واحد يشوفها من زاويته و بالمعنى إللي هو شايفه.

الثلاثاء، 11 مايو 2010

من أحوال المسلمين

Assalamu Alaikum wa Rahmatullah.

I am a new muslimah, alhamdulilah, but I have not told my parents cause they don't understand and are against anything to do with Islam I have my own room, at home, but no lock cause my dad and mom say its their house and they are to be able to walk in anytime they want.

To be honest, the only room with a lock is the bathroom. I have no privacy- i have to hide any books I purchase on Islam and unfortunately a couple of times they went through my things and threw them out and I got kicked out my house a few times .

I am working and in the process of trying to save money to be able to move out with my student loans that I am paying off is so hard and honestly can't afford it at this time. Right now, I pray when no one is home, but how can I when they are home?? and to be honest, someone is always somehow home. I can not go 5 minutes without someone just walking in to my room- they don't even knock to see if dressed properly Is it haram if I pray mentally??
Thank you,
Laila

الجمعة، 7 مايو 2010

لماذا يبدو بعض الأشخاص أكبر من أعمارهم الحقيقية



عند تعاملك مع بعض الأشخاص قد تستغرب أحساسك بأنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية، وقد تتساءل عن السبب، وتتعدد الإجابات،
أعتقد أن ما يحمله البعض من المشاكل والمسئوليات هي أحد الأسباب الرئيسية!. بالتأكيد،، فالحياة تحمل الكثير من المشاكل والمسئوليات والأحداث والمشاهد الكفيلة بإضافة بضع سنين أخرى لأعمارنا.

وقد يكون في هذا المشهد خير دليل

المشهد دة البطلة فيه طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، رغم إنها بطلة المشهد إلا إنها لم تنطق بكلمة واحدة، هي أخت كبرى لفتاة في حوالى الثالثة، رأيتهم مع سيدة تبدو في الغالب هي الأم، كانو سويا في محطة مترو الأنفاق، فتحت أبواب العربة وشاهدتهم من داخلها وهم يستعدون للركوب، استغربت عندما رأيت الأم وقد اكتفت بتوصيل الطفلتين داخل العربة دون مرافقتهم رغم بكاء الأخت الصغرى الشديد والذي استرعى انتباه كل من كان في العربة وقتها.

البنت الصغرى تبكي والأخت الكبرى تأخذ التعليمات وبعض التحذيرات من الأم وسط ملامح حزن متماسكة، مر من الوقت القليل وسمعنا صفير المترو معلنا الإستعداد للتحرك وبدأت معه حركة الأبواب تتجه للغلق استعداد لمغادرة المحطة، وهنا ابتدى بكاء الطفلة في إزدياد، متشبثة بوجود أمها أمامها إلى أقصى درجة، حاولت عبثا منع الباب من التحرك ولكن سيطرت الكبرى على حركتها وابعدتها عن الباب، تبادلت معها الأم نظرات فهمت معناها، فهي عليها مراعاة اختها الصغرى والتصرف كأخت كبيرة.

بدأت العربة في التحرك، أفقت للحظة من الموقف وبدأت في النظر حولي، لم أكن الوحيد الذي يتابع هذ المشهد، فقد تابعه معي كثير من الركاب، وإن كنا قد اشتركنا في النظر إلى الأخت الكبرى الصامدة الصامتة، والتي لم تستطع أن تمنع من أن يخرج منها أنين وصل إلى اسماعنا جميعا رغم خفوته ورغم صوت المترو العالي، صوت أنين لم تستطع هذه الطفلة الصغيرة الكبيرة أن تترجمه إلى صرخات أو بكاء أو حتى دموع صامتة لأنها هي الأخت الكبرى، بالتأكيد عند الذهاب للمنزل لن يكون هناك أي مساحة للعب كأي فتاة في هذه المرحلة السنية، لن تبحث عن عروستها لتسرح لها شعرها وتحكي لها حكايات، بالتأكيد لن يكون هذا هو الحال في ظل هذا المشهد المؤثر.

لم تتحركا الطفلتان كثيرا في عربة المترو ولم تغادرا مكانهما، وسريعا أتت محطة الوصول، وغادرا العربة وسط تبادل للنظرات من الركاب في محاولة يائسة لإستنتاج الموقف.

الكلام دة من عشر سنين تقريبا، يعنى البنت دي عمرها الآن قد يصل حوالي 16 أو 17 سنة، أو هذا قد ما يبدو لنا لكن بالتأكيد لو اتكلمت معاها لن تجدها فتاة في سن يتناسب أبدا مع حسابتنا الساذجة هذه.

ومن وقتها شعرت كم كنت ساذجا عندما كنت اتساءل:
لماذا يبدو بعض الأشخاص أكبر من أعمارهم الحقيقية.

السبت، 1 مايو 2010

نظـــرة إمتنــــان

في أحدى مراكز العناية بذوي الإحتياجات الخاصة كان مطلوب مني توفير برامج وألعاب بسيطة لتنمية المهارة عند ذوي الإحتياجات الخاصة، وبالفعل ابتديت أدور على برامج بسيطة تكون مفيدة وفي نفس الوقت مسلية، وبالطبع كان لازم أكون متواجد في الجلسات لشرح اللعبة ومساعدتهم وقت اللزوم، يمكن دي أول مرة أتعامل فيها مباشرة مع حد من ذوي الإحتياجات، وبالطبع شئ غريب جدا بالنسبة لي لما أشوفهم وهم على مشارف سن الشباب، ولكن لازم أتعامل معاهم كتعاملي مع الأطفال علشان أكسب ثقتهم و أتواصل معاهم.

عددهم في الجلسة كان حوالي 10 لكن كل مرة كان في واحد دايما بيلفت نظري، في على وشه ابتسامة غريبة قوي، الإبتسامة مش بتفارق وشه أبدا، موجودة في جميع الظروف والأوقات، هو لسانه تقيل شوية في الكلام، بس مش صعب إنك تقدر تفهم هو بيقول أية

- أنا اسمي محمد

هي دي أول كلمة قالها ويمكن حتى من غير ما اسأله، هو بادر بتعريف نفسه على طول لما كنت بظبط حاجة على الجهاز إللي هو بيستعمله، لاحظت إن في كل مرة أكون بظبط حاجة أو أشرحله حاجة على الجهاز، أبص ألاقيه باصص ناحيتي، مش بيوجه نظره ناحية الشاشة أبدا، باصص ناحيتي على طول وزي ما يكون عنده كلام كتير عايز يقوله، شاكله مبسوط ومتونس بوجودنا حواليه ومش شايف ومش عايز يشوف حاجة تانية خالص غيرنا، وبصراحة أنا كمان بحب أشوف ابتسامته دي قوي، حاجة كدة مش قادر أوصفها، ولكن ليها تأثير نفسي غريب عليا، حاولت أفسر الإبتسامة دي أو أصنفها، بس مش قادر ألاقي تصنيف ليها يتناسب معاه كشخص من ذوي الإحتياجات، هل هي نظرة ود، إحترام، تقدير.... إمتنان

نظرة إمتنان، فعلا، أعتقد هي دي الكلمة المناسبة، يمكن هي ابتسامة بسيطة ولكنها تعبر عن معنى واحد يطول تفسيره، الإمتنان، زي ما يكون فرحان إن في ناس مهتمة بيه وجاياله، يمكن يكون حاسس بنفسه وبتأخره عن الناس العادية وفرحان بوجودنا حواليه ومساعدته، زي ما يكون بيقولي: يعني أنت سايب شغلك وجايلي، يعني أنت سايب التزاماتك وحياتك وجي تقعد معايا، يمكن يكون شايف فينا القوة إللي مفتقدها، أو السند إللي محتاجه، العقل إللي بيوجهه، متوسم فينا كل حاجة هو اتحرم منها، فاكر إن هو محتاجلنا وإحنا هنقدر نساعده، ميعرفش إن إحنا إللي محتاجنله قوي يمكن أكتر ما هو محتاجلنا كمان.

فعلا انا متأثر بالتعامل مع الناس دول، وكمان تأثري زاد لما كنت واقف مرة جانبه بشرحله حاجة على الجهاز، حسيت بيه عايز يقول حاجة زي كل مرة، ودي من المرات القليلة إللي قربت فيها من واحد منهم، وبالطبع بكون حريص جدا في التعامل معاهم تحسبا لرد فعل مكنش متوقعها ويكون من الصعب السيطرة عليه، وفعلا حسيت بأيده شوية بترتفع وعايز يحطها على كتفي، بصراحة أنا خفت لوهله، بس لقيته بكل حنية بيمسح على كتفي وبيقول:
- أنا بحبك
الكلمة هزتني قوي، وفعلا اتأثرت بيها جد، بس تمالكت نفسي وقدرت أرد عليه:
- وأنا كمان بحبك يا محمد، انت انسان جميل
- الله يخليك

وانتهى الحوار القصير الملئ بشعور حب صافي دون أي مصلحة أو زيف أو نفاق، وانتهت الجلسة وهم محمد بالإنصراف، وقام بظهره المحني قليلا ليلتقط كراسة وقلمه ويضمهم بعناية تحت ذراعه ويهم بالإنصراف وتركني أفكر كثيرا في هذه الجلسة، وطبعا لم تفارق مخيلتي ابتسامته الجميلة، ابتسامة لا يساويها عندي ابتسامة فتاة من أجمل فتايات الأرض، وليس هناك أصلا وجه للمقارنة، فتلك ابتسامة ليست من أهل الأرض، ابتسامة ملائكية، ولن أكون مبالغا إذا وصفتها بأنها من الجنة، هي بالفعل ابتسامة من الجنة.

نسيت أعرفكم بصديقي
صديقي اسمه محمد
من ذوي الإحتياجات الخصة
المكان جميعة رسالة فرع مدينة نصر