الجمعة، 21 مايو 2010

الفـــــــــــــــخ

من مدة ليست بالقصيرة وجدت نفسي محاطا بمجموعة من الكتابات والأعمال على الفايسبوك من شباب أقل ما يوصف به إنه ملحد، في البداية هالني عدد الملحدين وأفزعتني آراءهم، وكنت أتخيل في السابق إنهم قلة مندسة لا بيهشو ولا بينشوا، ولكن اتضح إن عددهم كبير بالفعل.

وبالطبع بعد قراءة مقالة وأخرى، أخدت قرار بحذف الأشخاص أصحاب هذه الأراء من الليستة وأريح دماغي، ولكن بعد تفكير قصير قررت أن أخوض التجربة وأتمهل قليلا، بالتأكيد سوف أستفيد وكمان على الأقل أعرف الناس دي بتفكر إزاي

و بعد قراءة موضوع وآخر، دماغي ابتدت تسخن والدم بيغلي في عروقي مما أقرأه، والمشكلة كمان إن بعض هذه المقالات تركز على ما يظنوه من تناقضات ونواقص في الإسلام على وجه الخصوص، ودائما ما يكون لديهم حديث أو آية تفسر دائما من زاوية واحدة ولا يريدون سماع غيرها، ومن الطبيعي أن تجد هناك من يتطوع للدفاع و أن يقول ما تيسر له من معلومات، تبين بعد حين لبعضهم مدى فقره للحجة القوية، و الإجابة السليمة.

وبطبيعة الحال بدأت في البحث في إخراج بعض الأحاديث وقراءة التفاسير في الأجزاء التي يدور حولها لغط كثير، ولا أخفي عليكم أن هناك الكثير من المواضيع التي تحتاج إلى إجابات قاطعة وآراء حازمة بخصوص بعض الأحاديث والمواضيع المهمة في الإسلام، بس دة طبعا موضوع تاني خالص أكيد هيكون ليه مكان من النقاش.

في وسط قراءاتي للتفاسير ومحاولة سد كل الأوجه التي تبدو قصور من وجهة نظرهم، توقفت للحظة لأتأمل وأتساءل: لماذا نظل دائما في حالة دفاع وتبرير؟ ولماذا نحن دائما في حالة بحث عن مخرج فيما يتعلق ببعض الأمور الشائكة؟ ولماذا نظل نعيد ونزيد في بعض الأجوبة والتي قد تبدو أحيانا غير مقنعة؟؟ والسؤال الأهم: هل نحن مطالبون بإثبات كمال الدين الذي ندين به؟؟ من الطبيعي إن نلجأ جميعا للدفاع عن الدين وتخليصه من الشبهات، ولكن من الواضح إننا ندافع عنه بطريقة خطأ، أو بطريقة عكسية إذا صح التعبير.

ونرجع للسؤال الأساسي، هل نحن مطالبون بإثبات كمال ما ندين به؟؟ من المنطقي أن تنطبق صفة الكمال على الأديان، الدين أنزل ليكون مخرج وملجأ للإنسانية، فهو يصلح لجميع البشر في جميع بقاع الأرض والمجتمعات والبلاد على مر العصور، فهو ليس حكر على منطقة معينة أو أصحاب لغة، أو شعب معين، فليس من المنطق إن يصلح دين لمجموعة معينة أو لفترة محددة أو منطقة بعينها ولا يصلح خارج هذه المنطقة، فهذا ليس بدين ولكنه في هذه الحالة يكون أشبه بمجموعة من العادات والتقاليد تفقد معناها وقوتها بمجرد خروجها من منطقتها. ولكن مفهوم الدين أعم وأشمل من ذلك بكثير.

نحن نلجأ للدين سعيا وراء الكمال فينا وليس الكمال فيه، الدين كامل بالفعل بدون شك، فهو من عند الله، ولكن ليس بالضرورة إدراكه، فما تراه أنت غير مناسب أو غير منطقي، قد يكون مناسب جدا لمجتمع إفريقي بدائي، أو مدينة في شرق آسيا، أو في زمن ماض أو آت و هكذا،،،

ومن خلال نظرة سريعة على شعوب العالم وما يدينون به سوف تضح لنا كثير من الحقائق بخصوص الأديان، قد تكون البوذية هي أكثر الأديان عبادة على مستوى العالم، ولكنها محصورة في منطقة الصين وشرق آسيا، ومن النادر جدا أن تجد لها اتباع حول العالم، برغم وجودها من آلاف السنين إلا أنها لم تستطع أن تتواجد خارج شرق آسيا، بل تكاد تكون محصورة العبادة في الصين وحدها وبدونها، ليس هناك بوذية.

أعتقد أن النظر للدين من حيث قوة انتشاره وصموده وملاءمته لجميع العصور والمجتمعات فيه الدليل الكافي على قوته وكماله وقدرته على احتواء الثقافات والمجتمعات المختلفة، وذلك دون الدخول في مناقشات وجدالات مع أشخاص امتلكهم العند فمنعهم من رؤية الحقائق رغم وضوحها وضوح الشمس.

دة جزء من النتيجة التي خلصت إليها ومن بعدها أخذت قرارا أن لا أقع في هذا الفخ مرة أخرى، لن انساق إلى تبرير حديث، أو البحث عن تفسير آية في محاولة يائسة لفهم من لا يريد ولا يستطيع أن يفهم، وحسبي ما أنا مطالب به من خلال ديني حتى أصل إلى الكمال المنشود.


هناك 3 تعليقات:

  1. نعم نحن مطالبون باثبات الكمال فيما ندين به ... لنثبت أنفسنا قبل أن نقنع الأخرين .

    فارق كبير بين أن تدين بدين ما لأنك وجدت أبويك كذلك , وبين أن تكتشف كل يوم جديدا يدعوك للتمسك بعقيدتك أكثر.

    دمت بود

    ردحذف
  2. <<
    دة جزء من النتيجة التي خلصت إليها ومن بعدها أخذت قرارا أن لا أقع في هذا الفخ مرة أخرى، لن انساق إلى تبرير حديث، أو البحث عن تفسير آية في محاولة يائسة لفهم من لا يريد ولا يستطيع أن يفهم، وحسبي ما أنا مطالب به من خلال ديني حتى أصل إلى الكمال المنشود.
    <<


    أنا باعتبر أن قيامى بالتصدّى لتفسير أمر دينى يكون واجبا علىّ فقط لو كان السؤال سببه عدم الفهم أو الرغبه فى المعرفه .. لكن لو الموضوع تصدّى لمناظرات أو محاولة إثبات أن هذا الدين أفضل من ذاك فهى أمور خارج نطاق قدرتى و رغبتى فى الحوار .. و هى أمور لا يصلح لها كافة معتنقى الدين بالضروره بل لها ناسها و المتخصصين فيها !!
    لو كان الدين بالعقل فقط لاهتدى البشر جميعا لنفس الدين لكن الأمر به جزء غيبى و جزء عقائدى وهى أمور يتباين الناس فى كيفية الوصول لتفسير لها و اقتناع بها .. فقد نرى نحن فى موقف ما قمّة الكمال و احترام العقل بينما من لا يؤمن بديننا قد يرى فيها العكس تماما و العكس بالعكس ..

    ردحذف
  3. زمان الوصل
    __________
    شكرا لمرورك الكريم:).
    أتفق معاكي في الجزئية الأولى والخاصة بضرورة بتفسير ما تعسر فهمه لمن رغب بحثا عن المعرفة الحقة، ولكن ما أندرهم، مفيش حد بيكون عايز يسمع أو يفهم أو بيدور على المعلومة بحثا عن المعرفة.

    بالنسبة للجزء التاني من التعليق، أعتقد إن الغيبيات مش هتمنع اتفاق واتحاد البشر على اتباع دين واحد، ودة لإن قدرتهم العقلية واحدة وبالتالي قدرتهم على استيعاب الغيبيات ومفاهيم الدين المفروض هتكون واحدة.
    لكن اختلاف البشر في اتباع الأديان مصدره أسباب دنيوية، قد تكون الكِبر، العُرف، المصلحة،...

    لو شايفة إني مفهمتش التعليق بصورة صحيحة ياريت توضحي أكتر.

    تحيات :)

    ردحذف