الجمعة، 7 مايو 2010

لماذا يبدو بعض الأشخاص أكبر من أعمارهم الحقيقية



عند تعاملك مع بعض الأشخاص قد تستغرب أحساسك بأنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية، وقد تتساءل عن السبب، وتتعدد الإجابات،
أعتقد أن ما يحمله البعض من المشاكل والمسئوليات هي أحد الأسباب الرئيسية!. بالتأكيد،، فالحياة تحمل الكثير من المشاكل والمسئوليات والأحداث والمشاهد الكفيلة بإضافة بضع سنين أخرى لأعمارنا.

وقد يكون في هذا المشهد خير دليل

المشهد دة البطلة فيه طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، رغم إنها بطلة المشهد إلا إنها لم تنطق بكلمة واحدة، هي أخت كبرى لفتاة في حوالى الثالثة، رأيتهم مع سيدة تبدو في الغالب هي الأم، كانو سويا في محطة مترو الأنفاق، فتحت أبواب العربة وشاهدتهم من داخلها وهم يستعدون للركوب، استغربت عندما رأيت الأم وقد اكتفت بتوصيل الطفلتين داخل العربة دون مرافقتهم رغم بكاء الأخت الصغرى الشديد والذي استرعى انتباه كل من كان في العربة وقتها.

البنت الصغرى تبكي والأخت الكبرى تأخذ التعليمات وبعض التحذيرات من الأم وسط ملامح حزن متماسكة، مر من الوقت القليل وسمعنا صفير المترو معلنا الإستعداد للتحرك وبدأت معه حركة الأبواب تتجه للغلق استعداد لمغادرة المحطة، وهنا ابتدى بكاء الطفلة في إزدياد، متشبثة بوجود أمها أمامها إلى أقصى درجة، حاولت عبثا منع الباب من التحرك ولكن سيطرت الكبرى على حركتها وابعدتها عن الباب، تبادلت معها الأم نظرات فهمت معناها، فهي عليها مراعاة اختها الصغرى والتصرف كأخت كبيرة.

بدأت العربة في التحرك، أفقت للحظة من الموقف وبدأت في النظر حولي، لم أكن الوحيد الذي يتابع هذ المشهد، فقد تابعه معي كثير من الركاب، وإن كنا قد اشتركنا في النظر إلى الأخت الكبرى الصامدة الصامتة، والتي لم تستطع أن تمنع من أن يخرج منها أنين وصل إلى اسماعنا جميعا رغم خفوته ورغم صوت المترو العالي، صوت أنين لم تستطع هذه الطفلة الصغيرة الكبيرة أن تترجمه إلى صرخات أو بكاء أو حتى دموع صامتة لأنها هي الأخت الكبرى، بالتأكيد عند الذهاب للمنزل لن يكون هناك أي مساحة للعب كأي فتاة في هذه المرحلة السنية، لن تبحث عن عروستها لتسرح لها شعرها وتحكي لها حكايات، بالتأكيد لن يكون هذا هو الحال في ظل هذا المشهد المؤثر.

لم تتحركا الطفلتان كثيرا في عربة المترو ولم تغادرا مكانهما، وسريعا أتت محطة الوصول، وغادرا العربة وسط تبادل للنظرات من الركاب في محاولة يائسة لإستنتاج الموقف.

الكلام دة من عشر سنين تقريبا، يعنى البنت دي عمرها الآن قد يصل حوالي 16 أو 17 سنة، أو هذا قد ما يبدو لنا لكن بالتأكيد لو اتكلمت معاها لن تجدها فتاة في سن يتناسب أبدا مع حسابتنا الساذجة هذه.

ومن وقتها شعرت كم كنت ساذجا عندما كنت اتساءل:
لماذا يبدو بعض الأشخاص أكبر من أعمارهم الحقيقية.

هناك 4 تعليقات:

  1. دايما بتعجبنى فوة ملاحظتك و التقاطك لتفاصيل صغيرة ذات معنى كبير...

    كتبت مرة عن موضموع مشابه

    http://reeeshkalam.blogspot.com/2010/03/blog-post_25.html

    ردحذف
  2. قريت الموضوع بتاعك، للأسف الأهالي بيتصرفو تصرفات فيها أنانية وبدون أي وعية ومش عارفين أد أية التصرفات دي ممكن تأثر على الأطفال في المستقبل.

    شكرا لمرورك

    ردحذف
  3. من الواضح اني وقعت علي كنز شكلي قاعد عندك النهارده :) وصفك حلو فعلا ودقاة في وصف الوقت جميله قوي انا كمان بلقط لحظات بس مش بعرف اكتبها بتخيالها بس بكون نفسي ارسمها لاكن دي كمان مش بعرف ارسمها علي حقيقه كله في الخيل ياعزيزي رائع اسيبك عشان اكمل باقي :)

    ردحذف
  4. نورت المكان، البيت بيتك خد راحتك :)

    شكرا على كلامك الجميل، وسعيد إن اسلوبي عجبك، بس صدقني لو كنت عشت اللحظة دي، كنت بالتأكيد هتقدر توصفها أحسن مني كمان.

    ردحذف