الجمعة، 3 سبتمبر 2010

موكب الرسول

لم أصدق نفسي عندما سمعت الخبر، هل هذا صحيح، هل هناك موكب للرسول سوف يمر قريب من هنا، وهل سيكون لي شرف مشاهدة هذا الموكب؟ كيف ؟ وما شكل هذا الموكب؟؟

رغم الأسئلة الكثيرة التي تدور في ذهني عن شكل الموكب ونحن في القرن الواحد والعشرون، ولكن فرحتي الكبرى بوجود رسول الله بيننا هذه الأيام ونحن في أشد الحاجة إليه عليه الصلاة والسلام كانت أكبر من أي شئ، على العموم ليس هناك وقت للتساؤل وحان وقت العمل.

نحن نعيش في وقت عصيب، أشتد بالناس الفقر، وعلى صوت الظلم، و الناس الأبرياء يموتون من فقر ومرض، ولا أحد يعرف أين الطريق، أختلطت على الناس السبل، وتعددت الآراء والإتجاهات، ضل الناس سعيهم و ونسوا ما فرض عليهم، وهاهو أخير الطريق والحل ومن غير رسول الله يستطيع أن يصحح لنا ما أختلط علينا فهمه وعمله وتحليله.

من حسن حظي إن الموكب سوف يمر قريبا جدا من بيتي، ليس بيني وبينه سوى مسافة حوالي نصف كيلو متر أستطيع قطعها عدوا في عشر دقائق، الوقت يمر سريعا وعليا أن أسرع كي أشاهد هذا الموكب المهيب.

وجدت المشهد غريب عندما اقتربت من الوصول ، الجو هادئ جدا، لما يتبق على وصولي لمكان مرور الموكب سوى بضع خطوات، أبطأت خطواتي لألقي نظرة سريعة على المكان كي أتخذ أنسب مكان لمشاهدة الموكب، ولكن ما هذا، الجو هادئ على غير المتوقع تماما، صحيح أن الطريق مهيأ للإستقبال الموكب، ولكن ليس هناك من أحد سواي في الإنتظار، هل هذا معقول؟ رغم انتشار الخبر والكل مدرك أهمية الحدث إلا إنه ليس هناك أحد في الإنتظار، وأنا وحدي أقف في الميدان في انتظار الموكب، شئ غريب.

لم تمضي سوق دقائق حتى علمت إني لم أدرك الموكب في ميعاده، لم يمر على مرور الموكب سوى لحظات قليلة، للأسف لم ألحق به في الوقت المناسب، وفاتني مشهد في الغالب لن أشاهده مرة أخرى في حياتي، فرصة أخرى تضيع مني، وكأني كتب علي إضاعة كل الفرص المتاحة لتصحيح الأوضاع والأخطاء.

ولكن ما هدئ قليلا من روعي هو إدراكي إن الرسول سوف يذهب لمكان ما ويفكر في حال الأمة ويبدأ في أخذ التدابير والخطوات اللازمة لتصحيح ما اختلط علينا فهمه، وإرشادنا إلى الطريق الصواب، ورفع الظلم عنا واستعادة مجد الأمة المفقود من سنين، والآن علي أن أرتاح وأزيح عن بالي عبئ محاولة إرشاد الناس لما كنت أظنه أنه صواب والإستعداد لعمل من نوع آخر، عمل تحت قيادة رسول الله وبأوامره المباشرة، ليس هناك مساحة للتحقق من صحة حديث أو تفسير آية، ما علينا سوى تنفيذ ما يمليه علينا رسول الله من أوامر.

ولحد هنا والحلم خلص

نعم، كما هو واضح دة كان مجرد حلم أنعم الله به علي من يومين تقريبا، ولكنه في واقع الأمر كان بيجسد رغبه ملحة في وجود الرسول الكريم بيننا ليرشدنا إلى طريق الصواب، في ظل تخبط الآراء والكلام والإتجاهات، وكلها منسوبة إلى الإسلام، الوحيد القادر على تصحيح اتجاهاتنا وتوحيدها والدفاع عنا وعن الإسلام هو الرسول الكريم.

ولكن للأسف هذا لن يحدث، قدر علينا اتخاذ القرارات وتحمل تبعاتها، والتعايش مع أمة المسلمين وهم في ضعف وتخاذل وهوان، ليس هناك مخرج، علينا التعايش مع الوضع بحثا عن مخرج، ومحاولة التحقق والتدقيق في الإختيارات المتاحة والإجتهاد قدر الإمكان ومحاولة تجنب الضلال والتضليل وسوء الإختيار والتقدير.

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال جميل فعلاً ... و الأية اللى حضرتك ختمت بها من سورة الكهف دى دعائى المفضل

    دمت بكل الود

    ردحذف
  2. عليه الصلاة و السلام
    كم شوقتنا لزيارته بهذه التدوينة
    أصلح الله حالنا آمين
    حتى نستطيع لقاءه

    ردحذف
  3. آخر أيام الخريف:
    شكرا لمرورك الكريم،
    وإن شاء الله ربنا يستجيب دعاءنا جميعا.


    Sonnet
    والله نحن نشتاق لزيارته ورؤيته وحضرته وعلمه،
    إن شاء الله تكون من نصيبك زيارة قريبة، بس متنسناش بالدعاء :)

    ردحذف