الاثنين، 25 أكتوبر 2010

بناء المتطوع هو الهدف



دائما السؤال إللي بيطرح نفسه لما بشوف أي عمل عملاق أو مؤسسة ضخمة بيكون عن النشأة الأولى، ياترى مين صاحب المشروع دة؟ أتبدى إزاي؟ وإزاي بقى حاجة ضخمة كدة؟ ودائما بتكون الإجابة هي قصة مبهره عن شخص ناجح.

لكن لما كنت بفكر بالنسبة لجمعية رسالة كانت الصورة مختلفة شوية، الصورة إللي كنت شايفها هي لواحد من أثرياء العرب، قرر استقطاع جزء بسيط من ملايينه أو ملياراته لتكون لعمل الخير، يمكن هي دي الصورة إللي دائما كانت في خيالي عن جمعية رسالة حتى وبعد ما ابتديت التطوع فيها.

كان اسم الدكتور شريف عبد العظيم بيتردد كتير في الجمعية، ولكني لم أتوقف كثيرا عنده، فأي اسم مصري وليس خليجي فهو بالنسبة لي مجرد مشرف أو أخصائي أو بالكتير أوي مدير أحد الفروع، فلم أتحمس كثيرا لحضور اجتماعاته والحفلات التي تتم بحضوره، خصوصا إن معظمها بيكون في أيام الأجازات، والمسافة بين البيت والفرع كبيرة نوعا ما.

ولكن تغير الوضع لما عرفت إن الدكتور/ شريف عبد العظيم هو نفسه مؤسس جمعية رسالة، وقتها ابتديت انتظر أي اجتماع أو مناسبة تجمعني بيه للتعرف أكتر على الدكتور شريف ومعرفة السر وراء نجاح الجمعية في مصر ووصولها لهذا المستوى من التميز في عمل الخير.

والحمد لله اني ماستنتش كتير وكنت على موعد مع مجموعة من المتطوعين على مستوى الفروع مع الدكتور شريف لحضور إجتماع في فرع المعادي، طبعا ماكدبتش خبر ورحت للإجتماع، وبعد ما أخذنا أماكنا دخل علينا الدكتور شريف، واستغربت لما لقيت صورة مغايرة تماما للي كان في خيالي، فهو ليس بالحاج الكبير، الكهل إللي بيعمل خير ينفعه في الآخرة، أبدا لقيت شاب في أواسط الأربعينات، وكان في أواسط الثلاثينات لما ابتديت فكرة الجمعية في النمو.

يمكن من أكتر الحاجات إللي بتزعجني في عالم الإنترنت، هو كتر التعرض للسلبيات بالتهكم والتندر والحزن والبكاء والنحيب على الماضي الذي كان، أو النقاش والجدال فيما لا يفيد، واستمرار مواضيع للنقاش أيام عديدة ينتهي بخناقة وقفل الموضوع سبب النقاش بدون الوصول لنقطة التقاء واحدة.

كان لازم الواحد ينزل للواقع ويشوف بنفسه أية إللي ممكن يتعمل وسط السلبيات دي، ودة يمكن كان الدافع الأساسي بالنسبة ليا للتطوع، صحيح السلبيات والمشاكل في كل مكان حتى في رسالة، لكن من ناحية تانية في بناء بيحصل، في علم بيوصل وخير بيتعمل في واقع ملموس بيتغير، وناس بتستفيد من الخير، كل دة دون الدخول في جدل عن مواضيع لا هتقدم ولا هتأخر رغم اختلاف الناس داخل الجمعية واختلاف ميولهم بل وديانتهم أحيانا في حالة المستفيدين، لكن دة ما بيخلقش أي نوع من أنواع الجدال والنقاش والخناق، في شعور عام بالترفع عن مثل هذه الأمور والتركيز في إصلاح ما فسد وعمل الخير وفقط.

الإجتماع كان بيتكلم عن المتطوع المتميز، والكلام على لسان الدكتور شريف إن وجود المتطوع إللي بيستغل وقت فراغه في شئ مفيد هو عمل جيد سوف يثاب عليه، ولكن إحنا بندور على المتطوع إللي مش بيقضى وقت فراغه وخلاص، بندور على متطوع حاطط رسالة من ضمن أولوياته، هي بالنسبة ليه تالت شئ بعد بيته وشغله، مؤمن برسالته، فاهم مسئولياته، مصر على النجاح،.... من الآخر المتطوع إللي بوجوده صعب قوي الدنيا تقع.

يمكن دة مفهوم جديد للتطوع بالنسبة ليا، فالمتطوع هو من يستغل وقت فراغه في عمل الخير، ولكن إللي دكتور شريف بيتكلم عنه هو استقطاع الوقت من أجل عمل الخير، والفرق كبير قوي بين المعنيين. وكان التشديد أكثر من مرة على قيمة ومكانة المتطوع في الجمعية، هدف جميعة رسالة هو المتطوع، إن الخير يوصل للناس عن طريق متطوع، بناء المتطوع هو الهدف من المشروع، وليس عمل الخير وفقط.

يمكن الإجتماع دة مأشبعش فضولي في معرفة المزيد عن تاريخ الجمعية والفكرة الأساسية والبذرة إللي قام عليها المشروع، ولكن حضور مثل هذا الإجتماع والخروج بمثل هذه المعاني كفيل بتصور الروح والرغبة في العطاء والحماس والإيمان إللي كان موجود وإللي ربنا زاد فيه الخير ونماه لغاية لما شفناه بالشكل المميزة دة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق